يعقوب نائب المدير
المساهمات : 203 تاريخ التسجيل : 04/11/2008 العمر : 36
| موضوع: أب..و الأسرة و قيمته فيها ... الثلاثاء نوفمبر 11, 2008 7:48 am | |
| .
. غافلته وحملت مجموعة من الملصقات الصغيرة: صور لفراشات، عصافير، فاكهه، أشكال غريبة، حروف ملونة.. ووضعتها أمام البائع وهما يهمان بالخروج.. تخيلها ملتصقة على الجدران .. على المناضد ..على الكراسي .. على الأسِرّة.. لا…لا، لن يسمح بذلك.. لن يشتري شيئا من هذا.. وبجفاء أمرها أن تعيد الملصقات إلى مكانها وعاد معها.
حثها على شراء الوان، دفتر مزخرف، مجلة أطفال، كرة مطاطية، لكن دون جدوى، لم تتخل عن فكرة شراء الملصقات الصغيرة، توسلت وأكدت أنها لن تلصقها إلا على دفترها الصغير، رفض، بل ستفعلين كما فعلت في المرات الماضية.
تذكر أحاديث زوجته عن الدلال الزائد، ودارت في ذهنه مجموعة من نظريات التربية الحديثة التي تؤكد صحة موقفه، أعاد عرضه بشراء اشياء اخرى، رفضت، لم تكن تريد إلا الملصقات.. إذن تحول الموضوع إلى عناد، فليكن، هو أيضا عنيد، لن يشتري.
اركبها السيارة متصنعا الغضب، وقال كلمات تأنيب لم تفهمها، ظلت صامته طوال الطريق، واجمة، لم يبالِ.. حين وصلا كانت نائمة، انحنى ليحملها.. لمح على وجنتيها بقايا دموع، وضعها على سريرها بهدوء، وقبلها كما يفعل كل مساء، قص على زوجته باسما ما حدث، صوّبت تصرفه، وحين أشار إلى حزن الطفلة قالت: دلع بنات، لا تهتم.
بقي صامتا، لم يعلق على شيء، لكنه بدأ يهتم..
عاد بعد ساعة إلى غرفة الصغيرة، تأمل وجهها الضئيل، بدا له غاضبا، متسائلا، شعر برغبة في تقبيلها وفعل، التاع، دمعت عيناه، ندم، ليتها لم تنم، إذن لاسترضاها، حاول أن ينام، لم يستطع، حاصره الهم، أزعجه الأرق، شعر بالضيق، للحظات كره زوجته وحديثها عن الدلال الزائد، لعن كل نظريات التربية الحديثة، نام، استيقظ مبكرا، مازالت نائمة.
نقل امتعاضه إلى عمله، لم يرفع ورقه، لم يصدر قرارا، وبقي واجما، بعد ساعات اتصل بالمنزل، كلمته الصغيرة، كانت هادئة، فرحة بحديثه ، سعيدة بملاطفته، نسيت الموضوع، واستقبلت يوما جديدا، اطمئن، غمرته السكينة واجتاحته نشوة فرح.
في المساء اشتريا كل ما طلبت من ملصقات، لم يسألها أين ستلصقها. . | |
|